شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

جرحى المقاومة .. بدمائهم سقوا شجرة الحرية وباتوا بلا مأوى ولا رعاية

عدن اليوم/عدن / تقرير : صادق البوكري | الأربعاء 15 فبراير 2017 02:11 مساءً

مايحز في النفس ويدمي القلب الواقع المحزن والمخزي وأنت ترى معاقي المقاومة وجرحى  الجبهات وأمهات وارامل الشهداء يتكفكفون ويناشدون أهل البر والاحسان مساعدتهم في تضميد جراحهم وسد رمقهم بقطعة خبز.

مؤسف ومخجل هذه الحالة التي  وصلت اليها  معاناة من تقدموا الصفوف الامامية يذودون دفاعا عن القانون والدولة والجمهورية ..حاملين ارواحهم في أكفهم ..وهم اذ ينشدون العدل رافعين راية الحق أمام تلك العصابة الانقلابية السلالية الانتقامية من جماعات  صالح والحوثي.

 يموتون بصمت ويتألمون بصوت مبحوح ولامن مجيب لندائاتهم واصواتهم التي بحت ..هناك في احدى بلدات المضاربة بالصريح نموذجا لهذا الظلم الاجتماعي...جريح معاق يدعى وليد الحيراني في احدى اشجار الاراك  وقد أتخدها مسكنا له حاملا هم وطن.. تنكر له وجحد ماقدم ليدفع بذلك ثمن صولاته في جعولة..حيث بات مشلولا من الحركة لايجد من يواسيه ولو بكلمة . وغيره المئات من جرحى المقاومة الذين يموتون في منازلهم بعد ان نكل بهم أعداء الانسان والحرية وأعدء الحق..من جماعات المعتدين.

لعنات حكب خويف الكعلولي الذي بترت قدماه في الجبهة أيضا  والذي عنوة أعيد من مطار عدن الدولي ورفضت مطالبة في العلاج  ستلاحقكم  وسيدون تاريخ الجنوب  تضحيات أبنائه...مهما 

حاول البعض سرقة تلك التضحيات والتسلق عليها ونهبها .

 ان معاناة أسر الشهداء والجرحى وصمة عار في جبين هذه الحكومة وفي الوقت الذي يتنطع فيه أبطال وقيادات مزيفة كانت حينها تختبئ في كهوفها بالريف  بل ان بعضهم اليوم من يتشطحون بأخر الموديلات الحديثة كانوا حينها قد ارتعدت فرائصهم خوفا بل وولى بعضهم الادبار من عدن،  في وقت كان أبطال المقاومة يتضورن جوعا، وظلوا ولايزال الكثيرين منهم هناك  مرابطين في جبهات القتال.

لاغرابة ان تجد اليوم موكبا لاحد " الطراطير" يصول ويجول مستعرضا  بطولة مزيفة وزعامة كاذبة ،في أسواق القات والحوافي والحارات مدججا بمختلف أنواع الاسلحة

وكأنه "عنتر زمانه"  بينما مكث الكثير من هذا الصنف  في البدروم   مرتعشا  لم يقوى  على  الوقوف على قدميه ...مذعورا،حتى كاد البعض منهم يموت جوعا..ولم يجر  على الخروج لشراء  مايحتاجه من الزاد.

فلاعجب اذا انهم  الابطال والفرسان ، والمنقذين اليوم  كما تصور لهم عقولهم التي تعلم تماما أين ذهبوا يوم أشداد المعارك ،ودهس حينها بمدرعات المحتلين الحوثيين كم  يا عميد ركن وكم يا بطل.

 ان ماتتعرض له أسر الشهداء والجرحى من الاهمال والتقصير والتنكر لادوارهم  من قبل  فئات جعلت من نفسها هي الامر والناهي وهي من توزع صكوك الوطنية والغفران والبطولة..أمر يجب إعادة النظر فيه من قبل الرئيس هادي ومحاسبة أؤلئك المتلاعبين في حقوق من قدموا ارواحهم رخيصة تجاه همجية وغطرسة صالح والحوثي.

هذا  الصمت والاهمال  من حكومة بن دغر ومايقوم به سماسرة دماء شهداء وجرحى المقاومة الجنوبية أمرا لايجب   السكوت عنه .. ويجب تأديب "لصوص  ومصاصي الدماء..ونصابي الحروب  "  ..وتلك العصابات التي  باتت تتخذ من تلك التضحيات وسيلة رخيصة  لتحقيق مآربها الخاصة الدنيئة ومن تلك الدماء طريقة سهلة لاشباع جشع  هذه النفوس  المافاوية.

 ليس بغريب ان نشاهد يوميا مواكب من السيارات الفاخرة لمجموعة من المحببين تستعرض  بكل مهانتها وتعوض عقده نقصها بتلك المركبات التي وجدت من أجل حماية البلد من عصابات إنقلابية .

ولذلك  نجد كل من أستلم سيارة أنطلق بها نحو قريته وحارته متباهيا بها أمام زوجته وأقرانه نسي أو تناسى هذه البطل الهلامي  مهمة تلك المركبة ولماذا صرفت وكيف؟

مهزلة مقرفة  وانت تشاهد تلك المواكب الضخمة  في أسواق شعبية وقرى في حين جبهات مشتعلة ونيران لم يتوقف بارودها وحمم تقذف في كل حين في جبهات الحدود بالمضاربة وثرة ومكيراس وكرش ينبغي الانتباه لها والاحساس بما تعاني ومايمكن عليهم القيام به تجاه تلك الجبهات التي لايجد فيها رجال المقاومة الذخائرر او سيارات نقل للجرحى في مناطق جبلية نائية .

فحولتكم وشجاعتكم التي نعرفها جيدا ياقوم ليست أمام صيدلية لارهاب أحد الممرضين أو الصيادلة ، لانه ببساطة يرفض بيع مخدرات وحبوب الهلوسة لمجانين وسكارى في  قميص  مقاومة يفسدون في الارض تحت هذا المسمى الانساني  المقدس.

ولهذا  من الخطأ ومن المعيب - أيضا-   أن تظل  تلك الفصائل المقاومة منها والتي ناضلت وقدمت وضحت ان تبقى  متعددة الولاءت ولاتحتكم لمؤسسة عسكرية وامنية واحدة ،كان من المفترض ان تعرف أمكان تواجدها الحقيقي في معسكراتها بحيث لاتتحرك الا في مهامها الذي يحتم عليها القيام بها ان كان هناك من تفكير  واضح وحقيقي لتثبيت أسس دولة وسلطة مؤسسية موحدة.

وختاما أقول: " الجمل يعصر..والجمل الاخر يأكل- وبكل وقاحة هذا- العصار" ولحكومة بن دغر  :"لولا تلك الدماء التي سفكت وأنين هولاء الجرحى الذين تركوا بلا مأوى ولا مرتبات ورعاية ، لكنتم   مشردين خلف الحدود فأتقوا دمعة ذلك المعاق ودعوته في ظهر الغيب.