شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
د . يوسف سعيد احمد

تبييض الإشاعة؟!

الثلاثاء 14 فبراير 2017 09:21 مساءً

التبييض له مفهوم اقتصادي ويطلق على الأموال التي مصدرها غير شرعي وناتج لممارسات غير قانونية وعند محاولة دمجها في النظام البنكي والنقدي وإدخالها في العملية الاقتصادية بحيث تبدو وكأنها عائد لنشاط اقتصادي حقيقي حينها يقال أنه جرى غسل هذه الأموال أو تبييضها.

 

ويبدو أنه في وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا بين مستخدمي الواتس تجري عملية مشابهة ترتبط بظاهرة الإشاعة رغم ان الإشاعة هي أخبار أمنية أو سياسية يتولاها خبراء ومتخصصون يستخدمها طرفي الأزمة والحرب ضد بعضها البعض كجزء من مقتضيات الحرب في سياق الحرب النفسية الدائرة يجري الترويج لها وتحويلها من أكاذيب وإشاعات بحيث تبدو وكأنها حقائق لاشكوك بشأن مدى مصداقيتها هذه الجهات تقوم بتبييض وغسل هذه الأكاذيب والإشاعات ان جاز التعبير من خلال تحويلها من إشاعة و أخبار صممت لأهداف سياسية و من مصادر سوداء تعمل في الخفاء وهي في واقع الأمر غير صحيحة ولا دقيقة إلى معلومة وأخبار تبدو صحيحة لايطالها الشك وهنا هذه العملية تشبه تماما ما يحدث في عملية تبييض الأموال التي تجري في الاقتصاد رغم الاختلاف المنهجي و المفاهيم بين الظاهرتين لكن من يقوم بهذا الدور؟.

في الاقتصاد يقوم بهذه العملية بنوك ومؤسسات مالية في بلدان متساهلة وبالذات تلك البنوك الواقعة في مناطق تعرف بالضلال الضريبية في هذه البلدان لايسؤل عن مصدر المال

وفي الإعلام ومع الثورة التكنولوجية التي شهدتها مجالات الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي يقوم الإعلام بكل أشكاله بهذا الدور كجزء من الحرب الإيديولوجية والسياسية والنفسية في ضوء توجهات المراكز العالمية المؤثرة ومقاصدها والذي يسعى في التحليل الأخير إلى الترويج لقيم ومبادئ النظام الرأسمالي أو بمعنى اخرالترويج لقيم الغرب أو الشمال والتقليل من قيم

الجنوب الذي يوصف بالمتخلف.

وفي الحروب يكون الهدف من الإشاعة هو الإضرار بالعدو. في هذا السياق يستخدم الإعلام و مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للقيام بهذا الدور فتنتقل الأخبار بسرعة البرق وفي البلدان النامية تزداد فعالية هذه الأدوات لأن العديد من الأشخاص لايخضع الخبر أو المعلومة للتحليل العقلي كما يفعل المواطن في الغرب ولكن الذي يحدث أنه وبسرعة البرق وعبر الواتس وغيرة بمجرد وصول المنشور أو الخبر يعيد الناس إرساله إلى شخص آخر ومجموعة أخرى ويقوم هو أو هي بإرساله إلى مجموعة أو أشخاص آخرين وهكذا تصل الإشاعة إلى مختلف المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي ثم إلى المواقع أو العكس وهنا ومن خلال هذه الآلية الطويلة لكن السريعة تنتقل الإشاعة والأخبار غير الصحيحة وتصبح وكأنها أخبار صحيحة رغم أنها إشاعات قمنا نحن بعملية تبييض لها بوعي أو بدون وعي وهذا ما يحدث في بلادنا تحديدا.