شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
فهد علي البرشاء

السلاح .. الخطر القادم !

الأحد 15 يناير 2017 07:39 مساءً

مراراً وتكراراً حذرنا من حيازة السلاح لأي جهة كانت،قبلية،أو شخصية،أو حتى أشخاص يندرجون تحت طائلة أو مضلة أي جهة قتالية، وذلك دراءً للفتنة التي قد تحدث أو المشاكل التي قد تنجم عن حيازة السلاح لاسيما الجهات والأشخاص الذين لايتعاطون مع السلاح والواقع الذي نعيش بعقلانية وإتزان وضمير وإنسانية..

حذرنا من الحمية السخيفة والتبعية الرعنا والطيشنة المقيتة التي تثور بداخل البعض فتخلف المصائب والنكبات والرزايا والبلاياء،وتُشعل فتيل الأزمة فيما بين أبناء الجنوب،وتذكي نار الصراعات والأزمات،وتولد الأحقاد في نفوس الكثيرين،وهذا يعطي فرصة للعدو كي يعزف على الوتر الحساس،ويصب زيت الفتنة على نار الغباء والسخافة..

حذرنا وقلناها لتكن (عدن) أو أي محافظة جنوبية محررة من براثن الحوثي والجماعات المسلحة مدن (مدنية) بعيدة كل البعد عن أي طابع قتالي خصوصاً للأفراد والمواطنين كي نضمن عدم إنتهاج هؤلاء نهج (المليشيات) والعصابات،وكي نحافظ على الطابع السلمي الذي أمتاز به الشعب الجنوبي ومحافظاته قبيل الوحدة المشؤومة،وأيضا لضمان سلامة الجميع من أي أطراف دخيلة قد تستغل هذا التشبع بالسلاح فتصنع منه مصائب وقنابل موقوته نكون نحن ضحاياها في المقام الأول والأخير..


قلنا يجب أن لاتترك الدولة الحبل على الغارب لكل من هب ودب وتمنح (صكوك) وتراخيص حمل السلاح لفئات أو جماعات أو وجاهات أو أشخاص، وأن تضع حداً لذلك الأمر،لكن دون جدوى أو فائدة ترجى،بل للأسف الشديد ساعدت الدولة إلى حد كبير في توسع وإنتشار هذه الظاهرة التي لم نعد نميز فيها بين الحابل والنابل،وبين المقاوم و(المقاول)،وبين رجل الأمن (والبلطجي)،بات الكل مسلحون،ومدججون بشتى أنواع الأسلاع وأكثرها فاعلية وعلى مرأ ومسمع من الأجهزة الأمنية التي باتت هي الأخرى ضحية هذه الفوضى..

لم تسع الدولة بُعيد تحرير المحافظات الجنوبية منذ مايقارب عامين على فرض قوانين وأنظمة تجرّم حمل السلاح،ولم تسع لمحاسبة كل من يحمله دون تراخيص أو مسوغات قانونية تجيز له ذلك،لغرض في نفسها لانعلمه حتى اللحظة،الأمر الذي جعل العبثية والفوضى والهوشلية والدموية (سمة) من سمات هذه المحافظات التي تفتقر للأمن والأمن من الداخل والخارج،وبات أهلها عُرضة لأي نزعة عدائية أو جهوية أو مناطقية، أو حتى من قبيل خلق الفوضى الخلاقة..

وهاهي نتائج هذا التسيب واللأمبالاة التي أبدتها الدولة تظهر جلية ويدفع ثمنها البسطاء والأبرياء ممن لاناقة لهم ولا جمل في هذه المعمعة، ومن قِبل أبناء جلدتهم الذين أستطاعت بعض الجماعات والشخصيات والسخفاء أن يجعلوا منهم (مطية) لأفكارهم وأهدافهم وسُلم وصلوا من خلاله للغاية التي يبحث عنها المخلوع وزبانيته وهي جعل الجنوب على صفيح ساخن وتحويله لساحة إحتراب وإقتتال وفوضى وعبثية..


آن الآوان لأن يستيقظ العقلاء من أبناء الجنوب لتدارك مايمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه،قبل أن تستشري هذه الآفة،وقبل أن تتعاظم وتحرق الأخضر واليابس،فدوماً معظم النار من مستصغر الشرر..