شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

لحج الخبجي..رغم الدمار الكبير والظروف الصعبة التي تعانيها..لحج.. تنتفض من بين أنقاض الدمار ونكبة الانهيار

عدن اليوم / تقرير | الاثنين 14 نوفمبر 2016 09:00 مساءً

تواصل قيادة محافظة لحج، جهودها العملية والميدانية، في انتشال واقع المحافظة، وإعادة إنعاش قطاعاتها الرسمية والمصالح الحكومية، والمنشآت الخاصة، مع استمرار الاستقرار الأمني، وتحسنه يوما بعد آخر، بفضل الجهود التي تبذل في مختلف الجوانب وفقا للخطة الموضوعة من قبل قيادة لحج  وعلى رأسها محافظ المحافظة الدكتور ناصر الخبجي.

وخلال الفترة المنصرمة، شهدت لحج تحسنا كبيراً، في تطبيع الحياة، وإعادة الحركة، والالتزام بالعمل في المكاتب والإدارات، والتي بإعادتها عادت معها روح المحافظة وثابة  في طريق معالجة ما ألمّ بها  خلال سنوات طويلة  من تهميش وتدمير ممنهج، وسياسيات كانت لا تتسق وروح لحج النقية، ولا تليق بها وبمكانتها في مختلف المجالات السياسية والتأريخية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها . 
ويعد الجانب الأمني في لحج  أكثر استقرارا من مختلف المراحل التي عاشتها لحج، إذ انخفضت نسبة الجريمة  بشكل كبيرا جدا، والتي وصلت إلى ذروتها في خلال السنوات العشر الأخيرة. 
لحج.. نموذج يُبشّر بالنجاح:
وتشهد لحج، حالة استقرار كبيرة  في مختلف الصعد والاتجاهات عقب كسرها للقيد وتخلصها من نظام التدمير والفساد الذي ظل سنوات طويلة يكتم على أنفاسها، ويفكك تلاحمها، وينهك روحها، إلا أن لحج  أبت الانكسار، وكانت عقبة كؤود لم يستطع ذلك النظام تجاوزها أو إخضاعها، فعمد إلى سلب حقوقها، وتهميشها، وتفخيخها بالعديد من المشاكل والملفات، والتي تحتاج إلى معالجة حقيقية.
ولم تقتصر تلك الجهود على تفعيل وإنعاش العمل الرسمي بمرافق لحج، بل باتت تعمل في كل الاتجاهات، لما فيه مصلحة المحافظة، وتسارع عملية تثبيت الاستقرار وتطبيع الحياة بشكل أوسع.
الكهرباء: 
في لحج عادت أغلب المرافق للعمل، وباتت تعمل بعضها بشكل طبيعي  رغم وجود بعض القصور  والناتج عن انعدام الإمكانيات والانهيار الذي ضرب كل قطاعات لحج منذ سنوات، وأكملت حرب 2015 ما بقي منها، حيث تعمل الخدمات بحدها الأدنى  وفي مقدمتها الكهرباء وسط ظروف صعبة وعصيبة وعدم وجود أي ميزانية تشغيلية، حيث تتحمل مؤسسة الكهرباء بلحج إمكانياتها لوحدها، بما فيها رواتب موظفي المؤسسة  والصيانة وتكلفة الزيوت.
وتشكل مسألة انعدام المشتقات النفطية، مشكلة رئيسية أخرى في محطتي عباس وبئر ناصر، مما يتسبب بانطفاءات كبيرة، إذ أن مخزون المشتقات النفطية الواصل من عدن والمخصص لكهرباء لحج يتأخر عادة عن الوصول، أو يتوقف إيصاله لأيام، نتيجة مشاكل التوريد وانتهاء المخزون، كما هو حادث أيضاً مع كهرباء عدن.

مقترح إيجابي لحل مشكلة الكهرباء بلحج:
مؤخراً تقدمت قيادة محافظة لحج، بمقترح جدي، لتغطية العجز الكهربائي في محافظة لحج، بما يقارب (30 ميجا) من خلال تشغيل مولدات تابعة لأحد المصانع بالمحافظة والذي توقف العمل فيه نهائيا، حيث رفعت قيادة المحافظة مذكرة إلى رئاسة الحكومة بشأن إمكانية تشغيل تلك المولدات، والتي ستغطي العجز بشكل كامل في محطتي ( عباس وبئر ناصر) بمحافظة لحج، حيث يمكن إما إستئجار تلك المولدات، أو شراءها، لتغطي العجز الكهربائي في لحج.
وتدخل المحافظ الخبجي لحل هذه الأزمة، بعد أن عجز على إقناع شركة "أجريكو" بالعمل ضمن اتفاقية جديدة  تلتزم المحافظة بتسديد أي مبالغ جديدة، فاضطر لإعطاء أوامر لإدارة مؤسسة الكهرباء بلحج بتشغيل المولدات وإعادة الكهرباء إلى مديريتي " الحوطة وتبن " وفق الإمكانيات الذاتية، ودون أي دعم أو مساندة من قبل أي جهة. حيث لا تزال تعمل كهرباء لحج إلى الآن وفق ذلك، ولولا ذلك الاجراء لكانت توقفت محطتي عباس وبئر ناصر، وباتت الحوطة وتبن في انطفاء دائم.
وفي إطار المساعي لانقاذ كهرباء الحوطة وتبن، رفعت قيادة لحج - من باب أن الكهرباء تعد أولوية في عملها - مذكرات عديدة إلى الرئيس هادي والحكومة، وإلى عدد من المنظمات والهيئات، لإنقاذ الكهرباء بدرجة رئيسية وتوفير ميزانية تشغيلية أو وضع حلول مناسبة للمساعدة في عدم انهيار خدمة الكهرباء بلحج، حيث لم يُلمس حتى الآن أي نتيجة.
نجاحات متعددة:
ومن تلك النجاحات أنه تم مؤخرا إعادة العمل في عدد من تلك المنشآت، في حين الجهود مستمرة لتفعيل بقية المنشآت، بعد الحالة الأمنية المستقرة في لحج ومديرياتها.
وتجري الاستعدادات، لإعادة عمل النيابات والمحاكم بتوجيهات من المحافظ الخبجي، حيث تستعد محكمة الحوطة الابتدائية لإعادة العمل، في حين تتم التهيئة لتوفير مجمع قضائي للنيابات وفروعها.
وضمن تلك الجهود المبذولة في لحج، أعلن المحافظ الخبجي  أن السلطة المحلية بدأت فعليا بعملية إعادة التأهيل والترميم لعدد من المباني التي تضررت بشكل جزئي - كمرحلة أولى - وذلك ضمن الخطة الموضوعة لهذا الأمر من قبلهم، فيما سيتم في مرحلة أخرى إعادة ترميم وتأهيل المباني التي تدمرت بشكل كامل، وذلك بإشراف فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وبالتنسيق ودعم أخوتنا في دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعدد من المنظمات الدولية، والتي أبدت استعدادها لعملية دعم البناء ماليا وفنياً .
وكان تم استعادة عدد من المباني، وفي مقدمتها مكتبة القمندان، التي تعد معلما ثقافيا وتعليميا ذا أهمية كبيرة في المحافظة.
وتجري أعمال ترميمات لعدد من المباني، كما تم استكمال رفع دراسات حول كلفة ترميم، خمسة مرافق حكومية مهمة في المحافظة، إضافة إلى دراسة ترميم سجن "صبر " المركزي، والذي ستبدأ أعمال الترميم فيه خلال الأيام القادمة.
وتتواصل في لحج عملية تنفيذ مشروع، عمل اللوحات الإعلانية، والمظلات في مداخل ومخارج المحافظة، واستكمال رفع مخلفات المباني المدمرة، استعدادا لمزيد من التنظيم في الأسواق أو في الحارات.
من جهة أخرى استكملت في لحج، المرحلة الأولي لحصر منازل المواطنين والمباني المتضررة جراء الحرب، في مدينة الحوطة، فيما المرحلة الثانية من عملية الحصر، في نهايتها، والخاصة بمديرية تبن. 
ومثل ذلك، يجري استكمال استكمال قواعد البيانات الخاصة بالشهداء والجرحى، في مختلف مديريات المحافظة، عبر مكتب الشهداء والجرحى.
وتعمل في لحج، العديد من المنظمات الدولية، والعربية، ضمن مشاريع سواء في الجانب الصحي أو التربوي، أو التأهيل المجتمعي، أو في مجال المياه، إضافة إلى أعمال إغاثية مستمرة في بعض المديريات. 
إعادة روح الاستثمار في لحج : 
وتمكنت قيادة محافظة لحج، وإدارة الشركة الوطنية للأسمنت، من إعادة تشغيل مصنع الأسمنت، بعد عام ونصف من توقفه، والذي يعد أهم وأكبر المنشئات الاقتصادية ليس في لحج، بل في الجنوب عامة. 
وعقد المحافظ الخبجي، الأسبوع الفائت  لقاءً أولياً بعدد من التجار ومالكي المنشئات الخاصة بمحافظة لحج، لمناقشة ملف القطاع الخاص، والتعرف على أهم المشاكل التي تعترضهم، ووضع الحلول لها.
وأكدت قيادة لحج، على استعدادها لتسهيل كل الاجراءات أمام اعادة العمل في المنشئات الخاصة، أو أمام المستثمرين الجدد، مؤكدة على أن الاستثمار يعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية والتطور.
 تفعيل عمل المكتب التنفيذي: 
وعقد المكتب التنفيذي في لحج، برئاسة محافظ المحافظة رئيس المكتب التنفيذي، عدد من اجتماعاته المقررة بنجاح، لمناقشة ظروف وأوضاع المحافظة، ووضع نقاط العمل قيد التنفيذ، والتي تبذل الجهود لإنجازها،   بالتنسيق بين مختلف المكاتب التنفيذية.
وخلال شهر أكتوبر المنصرم، عقد المكتب التنفيذي ثلاثة اجتماعات هامة، لمناقشة الوضع في المحافظة في مختلف الجوانب، والعمل على تعزيز النجاحات والتنسيق بين المكاتب، وإيلاء الأولية القصوى لوضع الخدمات في المحافظة التي تمس المواطنين، بينها اجتماع عقد في نهاية سبتمبر من العام 2016م.
وكانت الاجتماعات الثلاثة الخاصة بالمكتب التنفيذي بلحج، قد عقد الأول منها بتاريخ 28 سبتمبر 2016م، لمناقشة مشروع خطة عمل الدورات الاعتيادية للمكتب التنفيذي م /لحج، للفترة المتبقية من العام الجاري ( سبتمبر – ديسمبر2016)، إضافة إلى مناقشة مجمل الأوضاع في المحافظة ومكاتبها وإداراتها، وسبل حل المشكلات التي تواجه سير العمل.
 في ما الاجتماع الثاني والذي عقد بتأريخ 25 أكتوبر 2016م، ناقش وضع مؤسستي ( الكهرباء والمياه بالمحافظة).
 وناقش الاجتماع الثالث الذي عقد بتأريخ 31 أكتوبر المنصرم، لمناقشة وضع مكتبي ( الصحة العامة والتربية والتعليم في المحافظة).

ملفات شائكة:
خلفت المرحلة السابقة، سواء في لحج أو غيرها من محافظات الجنوب، ملفات عديدة شائكة ومعقدة، والتي كانت سبباً في كل معاناة حلت بلحج أو غيرها من المحافظات.

ويأتي في مقدمة تلك الملفات، ملف ( الفساد ) الذي كان ولا يزال، ذا تأثيرات خطيرة ومدمرة على المحافظة، وهو ملف اساسي يحتاج لجهد وعمل شاق، حتى يتم معالجته، نتيجة لإرتباطات جذرية ومتداخلة، عمل النظام السابق على جعلها قنابل موقوتة بوجه المحافظات الجنوبية، ومن سيديرها لاحقاً، وهي المرحلة التي وصلت إليها تلك المحافظات.
ومن تلك الملفات، ملف التسيب والإهمال في العمل، والتساهل وتأخير معاملات الناس، داخل المحافظة أو المرتبطة بها خارجياً،  والتي تعد عملا سلبياً انفرد به النظام السابق، وهذا ناتج عن عدم أداء بعض المدراء ممن تم تعيينهم سابقاً بناء، لمهامهم، نتيجة روتينية عمل النظام الإداري، وهذا يحتاج لجهد في معالجته.
ملفات لحج أمام الحكومة:
كثيرة هي الخسائر، التي منيت بها محافظة لحج، وكبير هو حجم الدمار الذي طالها، جراء الحرب الغاشمة التي شنتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح.
ومنذ تحرير لحج، وما بعدها، من أحداث شهدتها المحافظة، لم يكن للحكومة ووزاراتها أي دور يذكر، فيما تحملت قيادة لحج، التي تلت الحرب، والتي جائت بعدها  كل الهموم والمشاكل وواجهت الأخطار، وظهرت بالصورة أمام المواطنين الذي يطالبون بحقوقهم المشروعة. 
ومع أن الحديث من بين أنقاض الدمار، ونكبة الانهيار، الذي تعاني منه لحج، يظل قاصراً، إلا أن تحركات قيادة المحافظة، وتحقيقها الكثير من الانجازات الملموسة وإن كانت بعض الخدمات تعمل بالحد الأدنى،  بسبب الجهود ذاتية، وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة، وعدم توفر أي ميزانية تشغيلية، إلا أن تلك الانجازات أعطت فرصة سانحة، للبناء عليها، واستمرار الجهود، والتدخل الحكومي لدعم تلك الجهود وتعزيزها في معالجة ملفات لحج، والتخفيف من معاناة أبناءها. 
وهناك الكثير من الملفات في لحج لا تزال ماثلة وبانتظار المعالجة، من الحكومة ووزاراتها، حيث تعد الخدمات الأساسية هي المطلب الأساسي والملح للمواطن في محافظة لحج، وخاصة ( إعادة إعمار البنية التحتية، وبناء أجهزة الأمن، وتوفير الرواتب والمعاشات، والكهرباء والمياه والنظافة والتعويض، وإعالة أسر الشهداء ومعالجة وإعالة الجرحى وأسرهم، واستكمال ترقيم المقاومة الجنوبية ضمن قوات الجيش والأمن، وغيرها ). 
وينتظر أبناء لحج، دوراً مسؤولاً ووطنياً وأخلاقياً من قبل الحكومة ووزراءها، في هذه المحافظة التي تعد محافظة استراتيجية، وهامة، وأكثر المحافظات دماراً وتدميراً في الحرب، وتهميشا وحرمانا لسنوات طويلة سبقت الحرب.