شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عبد الجبار عوض الجريري

وأخيراً بدأ يتحقق حلمنا

الاثنين 28 ديسمبر 2015 10:25 مساءً
ما أطول المعاناة التي عاناها شعب جنوب اليمن في مضمار الحصول على أحقيته في تقرير مصيره وقيام  دولته التي ينشدها منذ سنوات ، في ذات الوقت ما أصعب تلكم اللحظات التي مرت عليه وذاق خلالها حقيقة الألم والظلم والضيم الذين وقعوا عليه منذ عام 1994م بعد الحرب التي شنتها الشمال على الجنوبيين تحت نفس المبررالذي جعل من الحوثيين والعفاشيين يشنوا حربهم هذه الأخيرة التي راح ضحيتها الألاف بين قتيل وجريح وعشرات الألاف من النازحين الهاربين من جحيم الحرب المستعرة هذه المرة بنكهة إيرانية. 
لقد عاش الجنوبيون في السنوات الخالية عيشة بؤس وقهر وعذاب ،مما دفع بهم للخروج في المظاهرات الشعبية التي انطلقت بعفوية تامة قبل ولادة الربيع العربي بسنوات ؛ في تلك الفترة التي سقط فيها الكثيرون من شباب الجنوب قتلى برصاص - من كنا نعتقد سابقاً أنهم حماة الوطن ورجاله البواسل - تبلور لدى الجنوبيين موقف بدأ جلياً من وهلته الأولى تجاه وحش الوحدة الذي بدأ كأرنبٍ صغيراً يرتع في حقول الضالع وبين أشجار الموز في أبين .
كيف لن يتحقق حلم الجنوبيين في قيام دولتهم العادلة وهم الذين ضحوا بالجسام الغالية للخلاص من الذل والاستبداد الوارد من الشمال سابقاً وشمال الشمال حاضراً .
ما نراه  اليوم أيها السادة الكرام من مشاعر فياضة بالسعادة والبهجة والسرور بعد تعيين عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع في عدن وما نسمعه من نوايا لدى الرئيس هادي لتعيين زملائهم من المناضلين في بقية المحافظات الجنوبية الأخرى هو أمر ليس وليد اليوم بل هو نتيجة حتمية وطبيعية لعودة الحق وزوال الباطل ، ولن يعود الحق كامل ويزول الباطل كله عن الجنوب إلا بتسليم كل مدن الجنوب إلى أهلها المخصلين كما سلمت عدن إلى مخلصيها .
لدى شعب الجنوب بعد قيام دولته .لقد بات هناك شعور جزئي في أوساط الشعب في الجنوب بأن ثمة شيء من هذا الحلم الذي حلم به كل جنوبي قد تحقق اليوم على الأخص في عدن والضالع ولحج وشبوة والتي عانت الكثير من وجود القوات الشمالية منذ بداية دخول هذه القوات إلى الجنوب والتي تحولت فيما بعد إلى قوات حوثية عفاشية تخدم مصالح إيران.الجنوبيون أنتم فرحون بما يحدث من أنتصار سياسي لكم بعد الأنتصار العسكري الذي سبقه الأنتصار الأخلاقي ولكن إعلموا أنه من حقكم أن تفرحوا ،فلم يأتي فرحكم إلا بعد أنهارمن الدمار وجبال من الأشلاء وأكوام من الجماجم ،فلكم أن تفرحوا وتفرحوا ولا يجوز لابن أم أن يعكر فرحكم بالتطاول على مناضليكم وقادتكم الأفذاذ .