شركة عدن للأمن والسلامة

  

ثقافة وفن
اقرا ايضا

ممرضتي، "الروبوتة" سِلفي

عدن اليوم- باريس - حبيب سروري | الثلاثاء 08 ديسمبر 2015 06:16 مساءً
لم يعش صاحبي إلا أسبوعاً من هذه الحرب اليمنية التي فجّرها المخلوع ومعتوه صعدة نهاية مارس/ آذار 2015، لإحراق عدَن والانتقام من كلّ اليمن. وبعد هذا الأسبوع الذي شهّد وكبّر خلاله مليون مرّة في اليوم، هو الذي ظنّ أن عِرق إيمانه الديني رخوٌ جدّاً، نقلوه إلى مستشفى باريسي راق.

كان قد عرف المستشفى في حياته مرة واحدة فقط؛ عام وصوله للدراسة في باريس، ولمجرد عملية اقتلاع إصبع زائدة لا غير. لا يتذكّر من إقامته في ذلك المستشفى، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، غير لحظة واحدة: امتنانه من ممرضة شابة جميلة جداً، طيبة جداً، سقط قلبه بحبها، أعطاها وهو على الفراش هدية بريئة صغيرة: قطعة Chewing Gum (لبان). شكرته، ووضعتها في جيبها، على نهدها قائلة: "سأحتفظ بها قرب قلبي، وسألوكها هذا المساء، بعد العمل". أغشي عليه حينها، حال سماع "سأحتفظ بها قرب قلبي!"، من فرط تفجّر سعادته ونشوة أحلامه.

لم ير الممرضة مرة أخرى، لأنه غادر المستشفى في اليوم التالي قبل عودتها للعمل. عاد عشرات المرات من دون أن يلمحها. وفي كل مرّة كان ينتصب في رأسه قصر جديد من الغرام. إلى أن رآها ذات يوم، واكتشف بكل حزن الدنيا أنها نسيته تماماً، لأنها ترى العشرات مثله يومياً وتعاملهم بالطيبة نفسها. ثم إنها كانت راجعة "للتوّ من شهر العسل"، كما قالت سامحها الله.
"أمّ الجن!"، خانته أمامها هاتان الكلمتان بالعربية حينها.