شركة عدن للأمن والسلامة

  

اقتصاد
اقرا ايضا

صحيفة تكشف عن تفاصيل النار المشتعلة داخل بئر في خولان وأسبابها الجيولوجية

عدن اليوم / صنعاء | الاثنين 16 مارس 2015 05:14 مساءً

اشتعلت النيران، بشكل مفاجئ، في أنابيب بئر مياه، أثناء تعميق عملية الحفر، أمس، في قرية "هجرة شوكان" بمديرية الطيال خولان التابعة لمحافظة صنعاء، فيما فشلت فرق الإطفاء في إخماد النار التي أدت إلى إحراق آلة الحفر وشاحنتين، وإصابة عدد من العمال.

ونقلت يومية "الأولى" عن مصادر محلية وصفتها بالمتطابقة أن مواطنين من قرية هجرة شوكان "بني سحام"، سبق أن قاموا بعملية حفر بئر، منذ مدة طويلة، دون أن يجدوا الماء، ومن ثم اضطروا، قبل أسبوع، إلى تعميق الحفر بواسطة حفار آبار المياه، مشيرة إلى أنه أثناء عملية الحفر بعمق تجاوز ألف متر، تدفقت المياه من الأنابيب، مساء أمس الأول، واستمرت في التدفق حتى الـ10 من صباح أمس، وفجأة اشتعلت النيران في الأنابيب، واتسعت لاحقا لتصل إلى ارتفاع حوالي 20 متراً.

وأوضحت المصادر أن زيادة نسبة ارتفاع ألسنة النار أدت إلى إصابة 8 أشخاص من العاملين في البئر، وإحراق آلة الحفر التابعة لأحد أهالي المنطقة، وشاحنتين في المكان، وجميع المعدات التابعة للحفار، منوهة إلى أنه تم إبلاغ إدارة أمن المديرية بذلك، والتي طالبت إدارة أمن محافظة صنعاء بإرسال عربات إطفاء لإخماد الحريق.

ولفتت إلى أن 7 عربات إطفاء وصلت مكان البئر، في الساعة الـ2 من ظهر أمس، إلا أنها لم تتمكن من إخماد النيران المشتعلة حتى مغرب أمس، في حين كانت ألسنة النار تتصاعد أكثر بعد محاولة إخمادها من قبل سيارات الدفاع المدني، في ظاهرة غير مسبوقة، حد تعبير المصادر.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مدير الشرطة بمديرية الطيال خولان المقدم سيف التوعري، أن فرق الإطفاء تواجه صعوبات في إخماد النيران المشتعلة في أنابيب البئر والحفار المرتبط بها، مشيراً إلى أنه تعذر إطفاء النيران بعد رش المياه المصحوبة برغوة إطفاء الحرائق من عربات الإطفاء، بعد عصر أمس، الأمر الذي قال إنه استدعى طلب فنيين لإخماد حرائق الآبار النفطية من وزارة النفط والمعادن وشركة صافر، خصوصا وأن النيران ترتفع بنحو 20 مترا عن فوهة البئر، وما زالت تشتعل بقوة منذ نشوبها صباح اليوم.

وكشف مدير الشرطة عن إصابة 9 من عمال حفر البئر، إصابة 3 منهم خطرة، لحظة نشوب النيران في المادة التي تتدفق من أنابيب البئر، لافتاً إلى أنه بحسب روايات العمال، فإنهم سمعوا دوي انفجار في عمق البئر لدى وصول أنابيب تعميق البئر إلى نحو 950 مترا، ومن ثم خرجت مادة من الأنابيب سرعان ما اشتعلت، وسببت الإصابات للعمال الذين كانوا يتواجدون بجانب أنابيب التعميق والحفار.

وذكر التوعري أن النيران المشتعلة في أنابيب البئر توسعت إلى الحفار وقاطرتين كانتا تحملان أنابيب التعميق، ومتواجدتين بالقرب من الحفار.

وأضاف أن هذه البئر قام بحفرها أحد الأشخاص بغرض استخراج مياه الشرب، قبل حوالي 25 عاما، وظلت تعمل، إلا أن تراجع إنتاجية البئر مؤخرا دفع صاحب البئر إلى اللجوء لتعميقه بغية الحصول على كمية كبيرة من المياه، إلا أن ألسنة اللهب تصاعدت منها.

وتابع: "هناك عدة آبار حفرت في المنطقة، وتعذرت الاستفادة منها، كون المياه التي تخرج منها غير صالحة للشرب، ومصحوبة بروائح تقارب رائحة مشتقات النفط، الأمر الذي يرجح أن المادة التي خرجت من أنابيب تعميق هذه البئر، واشتعلت فيها النيران، هي مادة نفطية أو غازية".

ونقلت الصحيفة عن متخصص في الجيولوجيا إن وجود نفط في المنطقة لا يمكن تأكيده بهذه السهولة، كما أن اشتعال النيران بهذه الطريقة لا يدل على وجوده، مرجحا أن تكون النيران مصدرها انبعاث غازات كانت منحبسة في باطن الأرض، وتسبب الحفر بتصاعدها.

وأضاف أن هذه الغازات لا يمكن أن تشتعل مباشرةً، إلا إذا اصطدمت بجسم مشتعل (نار) تتسبب في اشتعالها، كما لا يمكن الاستفادة منه.

وقلل من إمكانية وجود نفط في المنطقة التي يرجع تصنيفها إلى "حقبة البراكين الرباعية"، كما أنها تحتوي على صخور صماء، وحتى إن وجد فيها نفط، فإن تكاليف استخراجه أكثر من عائداته، كما تقول بعض الدراسات عن منطقة "جهران" بذمار، والتي تقع مع "خولان" في منطقة المرتفعات الجبلية التي تقل فيها نسبة وجود النفط.

وقال متخصص جيولوجي آخر إن "الغاز الخارج من البئر ناتج عن وجود جيوب غازية تكونت في الصخور الرملية على هذا العمق، بسبب النشاط البركاني الشديد الذي تميزت به المنطقة في العصور الجيولوجية القديمة"، وهذه الجيوب الغازية تسمى "gas chambers".

وأضاف: المهم الآن أخذ عينات من الماء في هذه المنطقة، للتأكد من سلامتها للاستخدام في الشرب والري.